إنزال الحديد

slide

السلام عليكم جميعًا وأهلًا بكم في هذه المدونة….
كعادتي مع بعض الأصدقاء أنهم يرسلون إلي رسائل تلقوها من إرساليات الناقلين حسني النية الناشرين على كل التطبيقات مضمونها متعلّق بإشارات علمية قرآنية للتحقق من صحتها.
هذه هي الرسالة الأولى أورد مقاطع منها كما هي دون تصحيح:
“قول الله عز و جل في سورة الحديد:
“وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس”
الشمس.. – يبلغ درجة سطحها 6000 درجة و مركزها مليون درجة..!
– يبلغ الوزن الذري للحديد 57 وهو ترتيب السورة في القرآن.. والعدد الذري للحديد 26 .. وهو رقم الآية في السورة..!
لا يمكن ان تكون هذا التلاقي مصادفة..!
– يتكون قلب الأرض “مركز الكرة الأرضية” من الحديد..
المفارقة ان سورة الحديد تقع في قلب القرآن مثلما ان الحديد يقع في قلب الأرض..! ترتيب سورة الحديد 57.. وسور القرآن 114..!
تعالى الله عما يشركون..!
د. زغلول النجار…

تعليقي:
الرسالة بها خطآن في معلومات علمية وخطأ آخر متعلّق برقم آية الحديد الواردة في الرسالة:
الأول: درجة الحرارة في قلب الشمس تصل إلى 15 مليون درجة مئوية وليست مليون درجة.
الثاني: الوزن الذري للحديد ليس 57 ولكنه 55.548 دلتون Delton.
الثالث: بينما الرقم الذري للحديد في جدول العناصر Periodic Table هو 26…غير أن رقم آية الحديد في السورة هو 25 وليس 26 كما ورد في الرسالة!!!

الشاهد أن لدينا هنا محاولة فاشلة للي عنق الوزن الذري للحديد لكي يتوافق، بالغصب، مع رقم 57 وهو رقم سورة الحديد في القرآن!
ثم محاولة أخرى للربط بين رقم عنصر الحديد وهو 26 لكي يتوافق بالغصب مع رقم افترضه الكاتب لآية الحديد وهو 26 بينما الرقم الصحيح هو 25!

إن بحثي عن المعلومات السابقة، ثم التحقق من صحتها من أكثر من مصدر بحثي دولي معتمد، لم يستغرق أكثر من 20 دقيقة! إنها معلومات متاحة للكافة ولا تحتاج إلى خبرة علمية متخصصة شريطة أن نعرف كيف وأين نبحث.

أعلم أن المسلمين كافة يسعدون حين يتلقون ما يؤكد من أخبار الإعجاز العلمي حقيقة المصدر الإلهي لكتابهم. ولكن لا ينبغي أن نفعل هذا جهلاً بمدلول الإشارة القرآنية وعلى حساب العلم. وعلى حد ما قاله لي السينمائي الفرنسي السابق الشيخ عبد الله سراج (Serge Bard) بحق قبل أعوام بأن القرآن “ليس في حاجة إلى الحمقى منا الذين يلوون عنق الحقائق لكي يقولوا إننا كشفنا عن إعجاز علمي!”. وكتاب الله محفوظ ولا، ولم، ولن يتأذى بتفسير اعتسافي مملوء بأخطاء مخفية هنا، أو أخطاء واضحة فاضحة هناك يسهل كشفها في دقائق معدودة!
هذا أمر جلل!
لقد دأبت على تحذير كل المجموعات المرتبطة بي بالعربية والإنجليزية من خطورة نشر رسائل يتلقونها دون تحقق لمجرد أن المرسل ذيّل رسالته بتسبيح وتهليل وطلب للنشر!
إننا بهذا ننشر الخطأ ونباركه بحسن نية!
ولكن هل يشفع حسن النية هنا؟

إنزال الحديد
0 votes, 0.00 avg. rating (0% score)

Share this post Leave a comment

عن المؤلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *