“نص الفيلم الوثائقي “أصوات الإعجاز

  • in
slide

أبواب السماء

(صعود صاروخ إلى الفضاء)
انطلاق! انطلاق!
هذه في أعين البعض هي حقاً لحظة التنوير الخالصة في قصة العلم الحديث؛ لحظة رباعية الأبعاد أطلقت في بعد جديد تماماً البحث الإنساني الطويل عن إجابات لتساؤلات جوهرية قديمة قدم التاريخ ذاته: من أين أتينا؟ وكيف حدث ذلك؟ وما هو مصير الإنسان؟ وغيرها من تساؤلات شغلت الجنس البشري لعصور وأحقاب.
لقد كانت العلاقة الحية بين الأرض والسماء؛ بين البنية الأرضية والأجرام السماوية واقعة دوماً في مركز الفكر الإنساني منذ أشرق فجر الضمير.
وقد سجّل الإنسان عبر آلاف السنين من التاريخ المكتوب تعطّشه الدائم الذي لا يروى إلى ينابيع المعرفة.
وفي الوقت الذي أسفر فيه هذا البحث المستمر عن أساطير حفظتها أكثر من حضارة في العالم القديم بدأ منذ قرون فلاسفة وعلماء أوائل بحوثاً متصلة عن إجابات تشرح العلاقة بين الأرض والسماء.
وعندما حلّ الظلام حتى قبل وصول العصور الوسطى قدر للبحث الإنساني أن يتواصل ولعدة قرون مكتسباً في كل يوم أرضاً جديدة. وقد أسهم هذا الجهد بشكل بارز في ميلاد العصر الحديث.
وعندما بدا أن شعلة المعرفة على وشك أن تنطفئ نجح بعض الرجال الشجعان على الرغم من كافة العقبات في التقاط الشعلة. وهكذا اكتسب البحث عن إجابات “علمية” زخماً جديداً.
وقد أدت القفزة الهائلة في جميع حقول المعرفة البشرية خلال المائة عام الماضية إلى أن ينجح الإنسان في أن يخطو خطوة صغيرة للمرة الأولي…..فوق سطح عالم آخر!

هذا ما قاله أول إنسان يهبط على القمر نيل آرمسترونج Neil Armstrong حين هبوطه:
“إنها خطوة صغيرة لإنسان،
ولكنها قفزة هائلة للإنسانية!”

ومنذ تلك اللحظة الفارقة تابع الإنسان جهوده الحثيثة ليرتاد بشجاعة آفاقاً واسعة في العلم والاكتشاف…وحتى في الخيال!
إن قفزة حرة في الفضاء يتخيلها فنان تبدو كما لو كانت المنفذ الوحيد لملامسة السماء…قفزة مدفوعة بالتوق الإنساني القديم نحو التحليق بعيداً في الفضاء، فربما تعرّف “هناك” على مكانه في الكون. هو “هناك” الآن؛ مأخوذاً بروعة الدهشة في محاولته الصعود صوب ما بدا لآلاف السنين حدوداً ممنوعة تحول بينه وبين أن يطرق تلك الأبواب الكونية العظمى………….أبواب السماء.

وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ {15/14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ {15/15} (سورة الحجر، الآيتان 14 و15(

أصوات الإعجاز

كتب العالم الفيزيائي فريمان دايسون Freeman Dyson مرة يقول: “كلما تأملت الكون ودرست تفاصيل عمارته تبين لي الدليل تلو الدليل على أن الكون لابد أن يكون قد عرف بشكل ما أننا قادمون”.
حقاً! فقد أعد الكون لاستقبال الإنسان. وهناك عدد كبير من الآيات في القرآن يشهد بإعداد كوكبنا لمقدم الإنسان: خليفة الله في الأرض.
نقرأ مثلاً في الآية العشرين من سورة لقمان:
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {31/ 20}

نعم بروفيسور دايسون! فالكون عرف أننا قادمون في وضع مميّز ومكرّم!
هذا ما تنبئنا به الآية السبعون من سورة الإسراء:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {17/70}

ويلخّص الكاتب العلمي بيل برايسون Bill Bryson الأمر كله مؤكداً التميز الكامل للإنسان في الكون وهو يخاطبنا بأسلوبه الفريد قائلاً: “إن الشيء المميز في الذرّات التي كوّنتك أنت هو أنها كوّنتك أنت. وهذه بالطبع هي معجزة الحياة”.
إذا كنا نحن وأنا وأنت وأنتم وهم وهن والشمس والأرض وبقية نسبة الأربعة في المائة من المادة في الكون المنظور قد خلقت جميعها من نفس الذرّات من تراب كوني فليس بوسعنا أن نأمل في رابطة كونية أعظم من هذه. خلق واحد بيد إله واحد. إنها تلك الرابطة العضوية التي تدفعنا إلى معرفة المزيد عن أنفسنا من دراسة مكوناتنا الكونية. وبينما نحمد الله على نعمة الحياة في احتفالنا اليومي بها لن يتوقف التوق الإنساني إلى مواصلة النفاذ من أقطار السموات والأرض بحثاً عن مزيد من الإجابات وسعياً نحو اليقين. هذا بحث إنساني يأخذنا اليوم وفيما هو مقبل من أعوام وربما قرون إلى أعتاب تلك الأبواب الكونية ذاتها: أبواب السماء.

فلنتأمل عبارة إسحاق نيوتن التالية. كتب نيوتن عن اكتشافاته، التي ربما جعلت منه أعظم عالم في كل العصور، يقول: “كنت مثل صبي يلعب على شاطئ البحر ألهي نفسي بين حين وآخر بالعثور على حجر صغير أكثر نعومة أو صدفة أكثر جمالاً بينما يمتد أمامي محيط الحق العظيم غير مكتشف بعد”.
إن فهمنا للكون قد قفز إلى الأمام بشكل هائل خلال القرون الثلاثة الأخيرة. ومع تمركز العلم اليوم في قلب التجربة الإنسانية فإن فرصاً أكبر ووسائل أكثر قد أصبحت في متناول البشر للإبحار في محيط المعرفة إلى أقاليم لم تكتشف بعد. وسواء كانت هذه الأقاليم في أنفسنا أو في نسبة السبعة والتسعين في المائة من المحيطات على الأرض أو الآفاق الكونية المحيطة بنا فإن المسعى الإنساني سيستمر للوصول إلى معرفة الإله الواحد خالق هذا الكون الواحد في تنوًعه.
هناك أمر مؤكد: أن محيط الحق العظيم، كما وصفه نيوتن، يقع أمامنا.
وكل الآفاق مفتوحة!
وأن هذا وعد إلهي!
وتشهد بذلك الآية الثالثة والخمسون من سورة فصلّت:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {41/53}

قال البروفيسور محمد عبد السلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979:
“لا مفر من المعرفة
العلم هو المعرفة!”

كان الملاح الكوني جين سيرنان Gene Cernan آخر إنسان يضع قدمه على عالم آخر في السابع من ديسمبر من عام 1972. من خلال تجربته فوق القمر أدرك أن البحث الإنساني عن الله يتخطى العلم والتكنولوجيا. قال:
“شعرت أنني أقف فعلياً على مسرح في الفضاء الخارجي أوصلني إليه العلم والتكنولوجيا.
غير أن ما كنت أراه والأهم ما كنت أشعر به في تلك اللحظة لم يكن للعلم ولا للتكنولوجيا
جواب عنه
لا إجابة على الإطلاق!
لأنني كنت هنا وأنت هناك يا كوكب الأرض تفيض بحيوية وعاطفة عظيمتين،
وأحسست أن لهذا العالم غرضاً ومنطقاً من وجوده.
إن هذا الجمال لا يمكن أن تصنعه الصدفة!
لابد من وجود خالق أكبر مني وأكبر منك”

أما ريتشارد فارلي كبير مفتشي نيو سكوتلاند يارد – شرطة لندن الكبرى الذي التقيناه في ديسمبر 2010 فأضاف في تعليق قائلًا:
“يكلّفنا القرآن كأفراد بالتعمّق في العلم بالتعمّق في فهم الكون ولا توجد فيه إشارة تبعدنا عن العلم
بل على العكس يحثّنا عليه،
ومن يقرأه خلاف ذلك جاهل مثير للشفقة فالقرآن يحضّ على طلب العلم”

شرح البروفيسور جون ل. اسبوزيتو الكيفية التي يفضل بها تعرّف الإسلام في لقاء في أكتوبر من عام 2013:
“أفضّل حقيقة أنه إذا أراد شخص تعرّف الإسلام أن يقرأ أولاً عنه قبل أن يقرأ القرآن…
لأن القرآن مختلف كلياً عن الإنجيل في نظمه ومقاربته، ولذا يكون هناك نوع من الحاجز
والأفضل أن يقرأ القرآن بعد معرفته بالإسلام”

شرح فارلي كيفية تعرّفه الإسلام:
“قدمتني ترجمة يوسف علي إلى الإسلام وهي القرآن الذي بدأت بقراءته ونما إسلامي في ظله.
إن ما يحتاجه القرآن منا أن نعرض لجمهور أكبر في الغرب الإشارات العلمية في القرآن
حتى يتلاشى الشك الشائع عنده في الوحي الإلهي، وحتى يمكن له أن يدرك أن كتاباً سماوياً
يخاطب الناس والعلم الحديث وينبئهم بوضعية الكون.
فلدى القرآن ما هو أعظم بكثير مما لدى الكتب السابقة”

وفي لقاء مع الدكتور فاروق الباز رئيس وحدة الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن في يونيه من عام 2011 علّق على إشارات القرآن العلمية قائلًا:
“يحتوي القرآن بشكل عام على مختلف أنواع الإشارات، وعلى كثير مما يفيد الحض على المعرفة وأهمية البحث والتأمل في خلق الله.
ولكن لا ينبغي أن نأخذ الإشارات العلمية في القرآن باعتبارها كافية بذاتها كعلم وبالتالي لسنا بحاجة إلى أن ندرس شيئاً آخر ما دمنا نقرأ القرآن!
هذا التصوّر الخاطئ يمكن أن يكون خطيراً”

أما الكاتب عباس محمود العقاد فكتب يقول:
“…وفضيلة الإسلام الكبرى أن يفتح للمسلمين أبواب المعرفة ويحثهم على ولوجها والتقدم فيها، وقبول كل مستحدث من العلوم على تقدم الزمن، وتجدد أدوات الكشف ووسائل التعليم.
وليست فضيلته الكبرى أنه يقعدهم عن الطلب وينهاهم عن التوسع في البحث والنظر لأنهم يعتقدون أنهم حاصلون على جميع العلوم”

ويتابع ريتشارد فارلي في الاتجاه نفسه قائلًا:
“يتبع العالم أساليب تجريبية تأتي ببراهين دامغة. هذه التجربة تؤدي إلى هذا ويمكنني إثباته هكذا…
هنا لا تستطيع الرجوع إلى القرآن كدليل لأن هذا ليس الأسلوب التجريبي.
وهذا صحيح.
لقد تمت مقاربتي للقرآن بإشاراته العلمية من باب أن تلك الإشارات أكدت لي وحيه الإلهي.
ولكن إذا كنت أدرس خواص العنصر الإشعاعي بولونيوم 210 فلن أحتاج إلى الرجوع إلى إشارة علمية قرآنية لأنها وفقاً للأسلوب التجريبي ليست دليلاً قابلاً للقياس.
يمكنني القول بأنها في القرآن الموحى به إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلّم
هناك علامات مؤكدة في إشارات علمية قرآنية.
ولكن العالِم لن يقول وجدت هذا لأني وجدت الدليل عليه في القرآن، فهذا ليس أسلوب العالم التجريبي.
ولا أعتقد أن هذا ما كان العلماء المسلمون يفعلونه في زمن ازدهار العلم في البلدان الإسلامية.
كانوا سيقولون هذا مدهش لأنه في القرآن ولكن إثباته يستلزم اتباع أساليب معملية”

في المؤتمر العالمي الأول للإعجاز الطبي في القرآن الذي نظمته الجمعية الطبية المصرية في القاهرة في عام 1981 قدم البروفيسور كيث مور أستاذ علم الأجنة بجامعة تورونتو – كندا بحثًا مثيرًا في شكل عرض تقديمي PowerPoint. قال فيه:
“ترد كلمة الحرث في الآية 223 من سورة البقرة: نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ …
وتعني هذه الكلمة العربية حرث الأرض وغرس البذور فيها في إشارة إلى
الاتصال الجنسي بين الذكر والأنثى.
الحرث ثم زرع الخلايا الناشئة عن انقسام البويضة يشبه تماماً غرس البذرة.
وهذه مشابهة صحيحة علمياً إذا علمنا أن تلك الخلايا تتخذ لها مواقع بامتدادات جذرية في غشاء المشيمة حيث تستمد الأوكسجين والمغذيات من دم الأم
مثلما تفعل جذور النبات حين تستمد غذاءها من التربة كما نرى.
بعد الحرث تأتي كلمة “العلقة”
الواردة في الآية 14 من سورة المؤمنون: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً…
والعلقة البشرية تشبه علقة الثدييات في الشكل B، وعمرها 22 يوماً كما نرى في هذه الشريحة…
هذه علقة غير بشرية، وهذا جنين بشري عمره حوالي 23 يوماً وأعتقد أننا جميعاً نتفق على أن التشابه بين هذين المخلوقين مذهل!
هذه دلالة علمية على أن الجنين البشري يتخلق بالفعل في شكل العلقة.
ويتصل الجنين في مرحلة العلقة بكيس المشيمة المتجذّرة في دم الأم والمتصلة بغشاء رحم الأم.
إن مراحل تطور الجنين المذكورة في القرآن يجب الرجوع إليها عند تدريس علم الأجنة
للطلاب المسلمين
لأن آيات القرآن المتعلقة بتطور الجنين تطابق علم الأجنة الحديث.
وسيساعد هذا أيضاً أطباء التوليد والهيئة التمريضية على شرح هذا التطور لمراجعيهم بالاستعانة بمرجعية قرآنية”

عنوان: كتاب “تطوّر الجنين في القرآن والسنّة: معادلة مع علم الأجنة الحديث” تأليف: كيث مور وآخرون.

أنهي كيث مور عرضه التقديمي بخلاصة ختامية:
“لم يكن ممكناً لمحمد في القرن السابع للميلاد أن يعرف شيئاً من هذه الحقائق الخاصة بتطور الجنين
لأن معظمها لم يكتشف إلّا في القرن العشرين.
ولذا يحقّ للمسلمين وغيرهم الاعتقاد بأن هذه الحقائق إن هي إلّا وحي أنزله على محمد الإله الواحد الذي يعلم كل شيء عنا، ليس فحسب عن أطوار خلقنا،
بل أيضاً عن الكيفية التي بها تحيا وتعمل بها أبداننا”

عنوان: الدكتور جاري ميلر أستاذ رياضيات من جامعة تورونتو – كندا.
أشهر ميلر إسلامه في عام 1978 بعد أن اجتذبته العقلانية والعلمية في آيات القرآن. اتخذ بعد إسلامه اسم عبد الأحد عمر. وكان من ضمن ما اطلع عليه في ذلك العام كتاب الدكتور موريس بوكاي “الإنجيل والقرآن والعلم”. وهو مبشر نشيط سابق أصبح يناظر ويحاضر إلى جوار أحمد ديدات.
سخّر ميلر جهوده للدعوة إلى تأمل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كأسلوب معاصر لفهم القرآن لدى المسلمين وللتواصل العقلاني مع العالَم غير المسلم.

يحدثنا ميلر عن عرض بالشرائح قدمه الدكتور كيث مور أمام جمهور كندي عن تطور الأجنة بين القرآن والعلم. قال:
“عندما عرض كيث مور هذه المعلومات في الخريف الماضي في تورونتو تسبب في إثارة ضجة كبرى عبر كندا كلها واحتلت استنتاجاته عناوين الصحف الأولى في كل الولايات وحمل بعضها عناوين مضحكة! وأعتقد أن الناس لم تفهم بوضوح الموضوع المثار فقد جاء في أحد العناوين ما معناه
“العثور على مفاجآت في كتاب صلوات قديم”! أو شيئاً من هذا القبيل!
وفي لقاء حضرته سأل صحفي البروفيسور مور قائلاً:
“ألا تعتقد أن العرب ربما عرفوا وصف الجنين وكيف ينمو ويتغير… ربما ليس لكونهم علماء ولكن ربما لأنهم أجروا تشريحاً بدائياً يعني… بقروا بطون نساء وفحصوا تلك الأشياء؟”
أجاب البروفيسور بهدوء قائلاً: “لقد غفل السائل عن ذكر نقطة بالغة الأهمية في هذا النقاش وهي أن كل الشرائح التي عرضتها للحضور عن تطور الجنين قد تم تسجيلها بعين الميكروسكوب”.
وأضاف مور قائلاً “إنه لا يهم إن حاول أحد اكتشاف تطور الجنين قبل 14 قرناً فلم يكن ليكتب النجاح لهذه المحاولة بأي حال لأن القرآن يصف حياة الجنين في المرحلة الأولى بكونه نطفة…أي نقطة متناهية في الصغر وبهذا لا يمكن رؤيتها سوى بالميكروسكوب وهذا الاختراع لم يوجد بشكل عملي إلّا منذ مائتي عام فقط!”.
وقال مور أيضاً في رده على الصحفي: “إنك إذا صدقت أن أحداً كان لديه ميكروسكوب منذ 14 قرناً وقام بهذا البحث ولم يرتكب أي خطأ ثم قام أحدهم بتعليم هذا الرجل وطلب منه أن يضع المعلومات في كتاب قائلاً إنها معلومات صحيحة… وطلب منه أن يثق به وأن يضمنها كتابه ثم قام هذا الرجل بتدمير أجهزته أو احتفظ بها في مكان سري… ثم تأتي أنت لتصدق هذا… فهذا شأنك! ولكن لا ينبغي حقاً أن تصدق هذا إلّا أن يكون في يدك دليل لأنه افتراض مضحك!”.
وفي الواقع عندما سئل مور عن الكيفية التي يمكنه أن يبرر بها ورود المعلومات الخاصة بتطور الجنين في القرآن وكيف وصلت هذه المعلومات إلى هذا الكتاب أجاب بأنه “لا يمكن إلّا أن تكون بوحي من الله”.
وختم ميلر عرضه قائلًا: “انظروا…هذا رجل غير مسلم ولكنه رجل عالم وهكذا كانت إجابته!”

من بين إسهامات عبد الأحد عمر كتيب عبر فيه عن رؤيته العقلانية والعلمية للقرآن أسماه: “القرآن المذهل” علّق في احدى محاضراته على التسمية وأشار إلى لقائه مع البروفيسور كيث مور…
قال ميلر في صدر كتيبه:
“إن تسمية القرآن بالكتاب “المذهل” ليست قاصرة على المسلمين وحدهم فهم يجلّونه ويسعدون به، ولكنها صفة أصبح يطلقها على القرآن غير المسلمين أيضاً وفي الواقع فإنه حتى هؤلاء الذين يكنّون عداءً شديداً للإسلام يسمونه أيضاً “الكتاب المذهل”!
ويضيف في ثنايا محاضرة له قائلًا:
“كان لي شرف إجراء لقاء تليفزيونيّ لقناة كندية (حوالي عام 1983) مع الدكتور كيث مور تحدثنا فيه بالتفصيل حول تطوّر الجنين، وهو موضوع أثراه بعرض شرائح ولوحات وغير ذلك.
وقال مور خلال اللقاء إن بعض ما يذكره القرآن عن تطوّر الجنين البشري لم يكن معروفاً حتى ثلاثين عاماً خلت (أي حتى عام 1950). وفي الواقع فإن مور أشار إلى نقطة محددة وهي على وجه الخصوص وصف القرآن للكائن الإنسانيّ بأنه “علقة” في مرحلة من مراحل تطوّره كما نقرأ في جزء من الآية 5 من سورة الحج وفي جزء من الآية 14 من سورة المؤمنون ثُمَّ في جزء من الآية 67 من سورة غافر.
كان هذا علماً جديداً تماماً عند مور وعندما تحقّق من صحته العلمية أضاف هذه المعلومات الجديدة إلى مرجعه الأكاديمي الذي يدرّسه لطلاب طب الأجنة.
قال مور معقباً: “لم يخطر هذا التصوّر عن العلقة في بالي مطلقاً قبل اطلاعي عليه في القرآن”.
ثم قام مور بعدها بزيارة إلى حديقة الحيوان وطلب صورة لعلقة من الثدييات وعندما اكتشف أنها تشبه تماماً الجنين البشري اتخذ قراره بتضمين أحد كتبه الأكاديمية صورتيّ العلقة البشرية والحيوانية.
هذا مثال لعالم يبحث في مختبرات علمية في صحة معلومات ذكرها القرآن. وهو رجل غير مسلم مما يزيد في تأكيد مصداقية القرآن خاصة حين نعلم أنه عالم يعرف موضوع بحثه تماماً”.

في ديسمبر من عام 2013 التقيت برائد فضاء أميركي اسمه هوزيه هيرنانديز كانت وكالة ناسا قد ضمته ضمن فريق في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2009 بالمكوك الفضائي ديسكفري الرحلة STS – 128. تحدث عن إحساس يقارب إحساس رائد الفضاء الأميركي الآخر جين سيرنان. قال هيرنانديز:
“أنا مؤمن!
لا لم أر الله في الأعالي!
ولكن المؤكد أنك تستطيع أن تستشعر وجوده ولذا شعرت بقربي من الله.
كنا سبعة من البشر يدورون حول عالمنا الجميل مرة كل 90 دقيقة،
وتتأمل شمسنا وكوكبنا والنجوم وتهمس لنفسك هذا عالم من الكمال لا يمكن أن يكون وليد صدفة أو فلتة من فلتات الطبيعة أو العلم.
لابد من وجود كائن أعلى خلق كل هذا الجمال وهذا ما يشعرك بقربك من الله”

صوت الشيخ الدكتور عبد الله المصلح:
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {27/93}

هذه فتاة بريطانية تقدم شهادتها:
“السلام عليكم جميعاً!
أحاول أن أعطيكم فكرة عن اعتناقي الإسلام وكيف حدث حقيقة.
منذ شهور عدة حصلت على كتاب اسمه “الإنجيل والقرآن والعلم”…كتاب رائع تأليف موريس بوكاي يقول فيه إن القرآن يمكن أن يشرحه العلم الحديث، وبالتالي لابد أن يكون كلمة الله ووحيه لأن إشاراته أنزلت في آيات قبل مئات السنين، ونتساءل كيف عرف الناس آنذاك بحقائقها العلمية ونحن لم نعلمها إلّا في عصرنا الحديث!
كتاب رائع ابحثوا عنه…ممتاز حقاً!

هذا شاب فنلندي:
“درست الإسلام لستة أشهر قبل اعتناقه. بعد بضعة أشهر بدأت أتأمل المعجزات العلمية والرياضية في القرآن وفكّرت في أنه إذا كان بعض الناس يقولون بأن النبي محمداً صلى الله عليه وسلّم قد كتب هذا الكتاب فكيف كان ممكناً له أن يعرف أشياء لم نكتشفها إلّا منذ عشرة أعوام فحسب!
هنا قلت لنفسي: إن هذا وحي من الله!”

وهذا شاب أميركي:
“لقد اكتشفت دقة القرآن المذهلة في مسائل علمية.
وقد قادني هذا إلى أن أستنتج بالعقل والمنطق
أن القرآن وحي أوحى به الله لمحمد صلى الله عليه وسلّم الذي كان أمياً.
فالقرآن دقيق في مسائل علمية لم نكتشفها إلّا في العصور الحديثة”

سأل محاور في حديقة هايد بارك اللندنية الشاب الفنلندي نفسه: “متى اعتنقت الإسلام؟” أجاب:
“منذ ثلاثة أعوام.
كان العامل الحاسم في اعتناقي الإسلام إعجاز الإشارات العلمية في القرآن وهي من الوفرة بحيث لا أستطيع ذكرها في هذا اللقاء”

وهذا شاب إنجليزي تسمى باسم فاروق عمره 17 عامًا يتحدث إلى محاور في حديقة هايد بارك في لندن:
“متى اعتنقت الإسلام؟” أجاب: “منذ خمسة أشهر إن شاء الله”.
“خمسة أشهر؟”
“نعم! لا إله إلّا الله محمد رسول الله”
“ما الذي اجتذبك إلى الدين الإسلامي؟” أجاب فاروق:
“العلم حقيقة هو ما جعلني أعتنق الإسلام لأنني أعتقد أن الله لا يخطئ ولذا يجب أن يعطيني شيئاً لا يخطئ أؤمن به.
وحينما قرأت آيات في القرآن تذكر تطوّر الجنين في الرحم عرفت أن القرآن حق
لأنه من كان يعرف قبل 1400 عام ما نعلمه اليوم من خلال المايكروسكوب؟
أدركت ساعتها أن هذا هو الحق… لا إله إلّا الله محمد رسول الله”…
والحمد لله…هذا أخي اعتنق الإسلام أيضاً. سأله المحاور:
“ما اسمك؟” أجاب الصبي:
“عيسى”

ثم نرى فاروقًا في مشهد معتاد في حديقة هايد بارك موجهًا حديثه في ثبات إلى مستمع محاط بجمهور:
“…دعني أكمل ثم تناقش معي…
عندما قرأت في القرآن عن تطوّر الجنين في الرحم
لم أستطع أن أفهم معنى وجود هذه الآيات في القرآن. هل تعلم لماذا؟
لأننا إذا أردنا أن ندرس المني والبويضة داخل الرحم وماذا يحدث عندما يلتقيان
نحتاج إلى مايكروسكوب أو فاحص ضوئي لنرى ما بالداخل
السبب الوحيد الذي جعلنا نعلم عن هذا هو الميكروسكوب. صحيح؟
إننا نجد وصفاً دقيقاً لهذا كله في القرآن منذ 1400 عام مضت
وقبل 1000 عام من اختراع الميكروسكوب”

وفي الختام هذه أم أميركية شابة توجه حديثًا إلى مستمعيها على الشبكة الدولية:
“إن الدين ليس شيئاً يجب اتباعه دون تفكير.
إذا كانت لديكم تساؤلات يجب أن تبحثوا عن إجابات عنها.
هذا هو المنهج السليم لعبادة الله.
وإن شاء الله ستجدون في موقعي على الإنترنت ما يفيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”

Share this post Leave a comment

عن المؤلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *